تمثل الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب بريطانيا وبدعم من دول غربية أخرى ضد الجماعة الحوثية الإرهابية، دفاعاً عن مصالحها وعن سفنها وأنشطتها التجارية في البحر الأحمر، ولا تمثل هذه الهجمات بأي حال من الأحوال مساهمة في الدفاع عن الشعب اليمني ودولته وحقوقه وحريته، فالمجتمع الغربي وقف ذات يوم إلى صف المليشيات الحوثية وأوقف تحرير مدينة الحديدة التي كانت قاب قوسين أو أدنى من التحرير وطرد الحرس الثوري الإيراني منها.
يكشف لنا هذا المعطى أن الضربات الأمريكية البريطانية ضد الحوثية لا يمكنها أن تحقق لليمنيين في حربهم ضد هذه المليشيات أي تقدم، أو يمكنها أن تسهم في خرق الجدار الذي تتحصن خلفه هذه الجماعة الإرهابية، لأنها ضربات مركزة ومحددة ومزمنة، وليست ذات بعد استراتيجي تشترك فيه بقية القوات اليمنية المسلحة والمقاومة الوطنية المتواجدة على الأرض، ولذلك تعتبر ضربات منفصلة عن مصالح اليمنيين، ومرتبطة بمصالح أمريكا والغرب.
هناك قواسم مشتركة بين اليمنيين والغرب، يتمثل ذلك في الرؤية إلى أن الحوثية جماعة إرهابية تديرها إيران حسب أجندتها، ورغم ذلك يتحرك الغرب ضد هذه الجماعة وفق مصالحه كما هو حاصل الآن، ويقف أحياناً في وجه المقاومة الوطنية والقوات الشرعية كما حصل في السنوات الماضية.
حتماً أن زوال الحوثية الإرهابية واقعاً لا محالة، وان اليمنيين وهم يستشعرون بشكل دائماً خطر هذه الجماعة ويعايشون آلام سيطرتها وسطوتها يؤمنون أن الوقت سيحين لاستكمال عملية استعادة صنعاء والدولة والحرية، خاصة وأن العالم أصبح مدركاً بشكل كامل للتهديد الكبير الذي يتربص بالتجارة الدولية والتهديد لمصالح كل الدول في البحر الأحمر وخليج عدن وقناة السويس.
اليمنيون لم يتوقفوا يوماً في معركتهم ضد الحوثية، فالمقاومة بكل الوسائل مستمرة، على المستوى الشعبي والاجتماعي وعلى مستوى الجبهات القتالية، ولذلك يحدوهم الأمل بأن يوماً سيكون مهاباً وشمس الحرية تسطع على صنعاء وهي خالية من الحرس الثوري الإيراني.