آراء

الثائر القردعي .. أيقونة النضال ورمز الثورة ضد الإمامة والكهنوت

شهاب السماوي

|
12:18 2024/02/17
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

ما بين ثورة أبطل فيها الثائر علي ناصر القردعي سحر الإمامة وأسقط قداسة الكهنوت في الـ17 عشر من فبراير عام 1948 وبين نكبة الـ11 من فبراير عام 2011 التي جرت اليمن إلى الهاوية وأعادت الكهنوت إلى واجهة المشهد، تنعدم المقارنة وما بين ما صنعه ثائر انتصر منفرداً لليمن أرضاً وإنساناً وتاريخاً وهوية وبين ما صنعته أحزابٍ وجحافل من الموتورين اجتمعوا وأجمعوا على تدمير الوطن وإسقاط قيم ومبادئ الجمهورية وإعادة اليمنيين إلى زمن الحكم الكهنوتي وبعث الإمامة من مواتها، يزداد الصغار تقزماً أمام صنائع الكبار.

برصاصة واحدة أسقط الثائر القردعي رمز الامامة والاستبداد وأنهى زيف القداسة الذي ظل مرجعية يستمد منها الكهنوتيين المشروعية في الإنفراد بالحكم الذي تحول إلى حق أسري وميراث ظل السلاليين يتوارثونه جيلاً بعد جيل، وباسم الدين وخرافة الولاية والاصطفاء منحوا أنفسهم الحق في استعباد وامتهان الشعب اليمني لأكثر من ألف عام.

برصاصة واحدة اطلقها الثائر علي ناصر القردعي وأسكنها قلب الإمامة انهار زيف القداسة وسقطت الفزاعة التي نصبها الكهنوت في القلوب والعقول طيلة قرون اجتهد خلالها في اخضاع اليمنيين وتحويل الدين وخرافة الولاية إلى طوق عبودية واستغلاله وتوظيفه لترسيخ حاكميته الدينية والسياسية.

فشلت ثورة 48 في استبدال إمام متسلط بإمام دستوري ولم ينجح من خططوا لها في احداث التغيير الذي أرادوا إحداثه في هيكل الإمامة العتيق، لكن الثائر القردعي نجح في كسر هيبة التسلط الكهنوتي الذي اتخذ من الدين مبررا لحكمه المتخلف والمستبد وأبطل سحر الإمامة وكشف زيف القداسة التي كان أئمة الكهنوت يغلّفون بها أنفسهم ويرهبون بها اليمنيين.

اليوم وفي الذكرى الـ 76 لأول انتصار حققه اليمنيون ضد الإمامة في الـ17 من فبراير عام 1948 التي تأتي بعد أيام من ذكرى نكبة الـ11 من فبراير التي أسقطت الدولة وانتصرت للمشروع الإمامي، تتجلى الكثير من الحقائق التي تدعو اليمنيين إلى استلهام قيم الثورة والحرية من الروح الثورية التي سكنت قلب وضمير الثائر الشهيد علي ناصر القردعي والسير على نهجه في اسقاط الكهنوت والمشروع الإمامي الجديد..

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية