منذ الفجر الأول الذي بدد ظلمات القرون وحتى اليوم، 62 عاما من النور والانتصار، شهد اليمنيون خلالها ميلاد 22 ألف و630 فجرا ورأوا 22 ألف و630 صباحا جديدا وعاشوا 22 ألف و630 يوما سبتمبريا، مثلت ساعاتها ولحظاتها مواسم حصاد لما لا يتسع المجال لذكره من الإنجازات.
ولمن يجهل أو يتجاهل ما يمثله يوم الـ26 من سبتمبر وما حققه من إنجازات نؤكد أن سبتمبر كان وما يزال حكايتنا وكتابنا اللانهائي الفصول وتاريخ ميلاد دائم التجدد وروحٌ امتزجت بأرواحنا وكيانٌ يزداد ونزداد به اكتمالا.
سبتمبر.. قلم وكتاب ومعلم وحلم ونجاح وتفوق ومدرسة ومعهد وجامعة وسارية سامقة ترفع رؤوسنا عاليا، وعلمٌ يرفرف في فضاءات خيالاتنا ونشيد يلامس أرواحنا ونسمعه بكل حواسنا كل صباح.
سبتمبر.. نقاء يسكن طبشورة بيد معلم وإشراقة حرف بنافذة مظلمة في جدار فصلٍ دراسي.
سبتمبر.. حروفٌ كونت الكلمات وكلمات فجرت في أعماقنا ينابيع المعنى ومعنى أشعل في عقولنا مصابيح الوعي ووعي اكتمل فشكل فكراٌ منحنا حق المساواة المعرفية مع من سبقونا بألف عام.
سبتمبر .. انفجارٌ حضاري بدد ظلام القرون، كانفجار الكون، ومن اللاشيء تشكل الوجود وتكونت النجوم ومدارات الكواكب وخارطة الوطن.
هذا هو سبتمبر الذي علمنا رسم الحروف وكتابة الكلمات التي مهما اجتهدنا وتنافسنا على اقتطاف جميلها وبليغها، يظل سبتمبر كاتبها الحقيقي وينبوعها الذي لا ينضب ومصدر معناها الذي نتجمل به اليوم ونستند عليه في تقديم أنفسنا وتفعيل حضورنا بين سبتمبر في عيد ميلاده الـ62.